يعتبر التشريع العقابي بمفهومه الواسع أقدم تشريع عرفه الإنسان لأنه يهتم
بحفظ نفسه وحياته ولا يمكن أن تتجه الإرادة الإنسانية إلى التشريع في ميدان آخر
قبل هذا المدان، كما لا يمكن أن نتصور خلو مجتمع من هذا التشريع، ولو تخلى الإنسان
عن كل القوانين التي تنظم حياته، فلا يمكن أن يكون آخر تشريع يتخلى عنه غير التشريع
العقابي، فالإنسان إذا حفظ نفسه يستطيع أن يحفظ غيرها وأن ينظم ما شاء لها من
الشؤون ويضع ما شاء لها من القوانين، وتتجلى هذه الأهمية للتشريع العقابي في
تاريخه الطويل منذ أن وطئت قدم الإنسان على ظهر الأرض وما صاحب ذلك من تطور مستمر
لهذا التشريع حتى وصل إلى الصورة الحديثة، ولا تزال المناقشات والإثراءات سارية
إلى اليوم، ولا يمكن أن تنتهي غدا لأن التشريع العقابي يتطور مع تطور المجتمع.
ومحددة القانون الجزائي الخاص وجرائم الفساد الذي يعتبر من المواضيع المهمة
والمتشعبة باعتبار أن مصطلح الفساد أعم وأشمل ويختلف باختلاف النظرة التي ينظر
إليه والمجال الذي يحدث فيه الفساد، كما وأن الجرائم مختلفة والعقوبات متعددة.
وما يهمنا حقيقة في هذا الموضوع هو القانون الجنائي بصف عامة، وبصفة خاصة