تاريخ الوقائع الاقتصادية هو دراسة تطور الأنظمة الاقتصادية والأنشطة الاقتصادية عبر العصور المختلفة، ويشمل تطور طرق الإنتاج، أنماط التبادل التجاري، وأشكال التنظيم الاقتصادي التي شكلت الحياة البشرية في مختلف الأزمنة. فمنذ العصور القديمة، بدأ الإنسان في تنظيم موارده وتوزيعها من خلال الأنشطة الزراعية والتجارية، وصولًا إلى الأنظمة الاقتصادية الحديثة والمعقدة التي نشهدها اليوم.

يعتبر الاقتصاد حجر الزاوية في تطور المجتمعات البشرية، إذ يؤثر في كل جوانب الحياة: من العمل والمعيشة، إلى العلاقات الاجتماعية والسياسية. تتغير الوقائع الاقتصادية مع مرور الزمن نتيجة لتأثير عدة عوامل مثل التطور التكنولوجي، التغيرات البيئية، التحولات السياسية، بالإضافة إلى التطور الفكري الذي شكل الأسس النظرية للعديد من الأنظمة الاقتصادية.

شهد تاريخ الاقتصاد العديد من المراحل الجوهرية مثل ظهور الأنظمة الزراعية في العصور القديمة، والنظام الإقطاعي في العصور الوسطى، وصولاً إلى الثورة الصناعية التي غيرت بشكل جذري كيفية الإنتاج والعمل. مع دخول العصر الحديث، ساهمت العولمة الاقتصادية، وتطور الأسواق المالية، والابتكارات التكنولوجية في تحويل الاقتصاد العالمي إلى شبكة مترابطة ومعقدة.

بالتالي، فإن فهم تاريخ الوقائع الاقتصادية لا يعنى فقط التعرف على الأحداث التاريخية الكبرى، بل أيضًا دراسة كيف تطورت المفاهيم الاقتصادية وكيف شكلت الأنماط الاقتصادية سلوك البشر وحياتهم.